إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

855 ـ صلاح الدين الأيوبي (532 ـ 589 هـ) = (1137 ـ 1193م)

يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان بن يعقوب، المعروف بصلاح الدين، والملقّب بالملك الناصر. قائد إسلامي شهير، عُرف بحروبه ضد الصليبيين. وُلد في تكريت (بالعراق)، ومن القبيلة الهذانية التي تعد من أكبر القبائل الكردية، نشأ في الموصل، بعلبك في كنف والده الذي كان أحد ضباط نور الدين، انضم إلي معسكر يهتم بالإعداد الفكري والروحي والعسكري، فتأثرت شخصية صلاح الدين بالتوجه الإسلامي، درس الفقه الشافعي بالإضافة للحديث والعقيدة، دخل مع أبيه نجم الدين وعمه أسد الدين شير كوه في خدمة جيش نور الدين زنكي، صاحب دمشق وحلب والموصل، واشترك صلاح الدين مع عمه شير كوه في حملة وجهها نور الدين للاستيلاء علي مصر سنة 559 هـ. فاستولي علي زمام الأمور بمصر، وأظهرت الوقائع مزايا صلاح الدين العسكرية، ثم اختاره العاضد آخر الخلفاء الفاطميين للوزارة وقيادة الجيش، ولقبه (الملك الناصر) عندما هاجم الفرنج دمياط وصدهم صلاح الدين، ثم استقل بملك مصر، مع اعترافه بسيادة نور الدين، ومرض العاضد مرض موته، فقطع صلاح الدين خطبته، وخطب للعباسيين، وانتهي بذلك أمر الفاطميين. ومات نور الدين سنة 569، فاضطربت البلاد الشامية والجزيرة ودُعي صلاح الدين لضبطها، فأقبل علي دمشق سنة 570هـ، 1174م، فاستقبلته بحفاوة، ثم استولي علي حمص وحماة وحلب، وانصرف إلي الإصلاح الداخلي في مصر والشام، وهاجم قلاع وحصون الصليبيين في بلاد الشام، هزم الصليبيين في معركة حطين الفاصلة (عام 1187)، ومن ثم، استرد بيت القدس منهم في العام نفسه. وفي الفترة (1189 ـ 1192)، كررت الدول النصرانية حملتها الصليبية الثالثة، فتصدى صلاح الدين للغزاة، ببسالة نادرة، فاضطر ملك إنجلترا، ريتشارد قلب الأسد، إلى عقد الصلح معه عام 1192، والعودة إلى بلاده. ودانت لصلاح الدين البلاد من آخر حدود النوبة جنوباً وبرقة غرباً إلي بلاد الأرمن شمالاً وبلاد الجزيرة والموصل شرقاً، أسس صلاح الدين الدولة الأيوبية، وبسط سلطانه على مصر وسورية. لا يستطيع المتقرب منه إلا أن يحس بحب له ممزوج بهيبة. ولم يدخر لنفسه مالاً ولا عقارً، وكانت مدة حكمه بمصر 24 سنة، وبسورية 19 سنة، وخلف من الأولاد 17 ذكر وأنثى واحدة. توفي بدمشق ودفن بجوار المسجد الأموي.